السيسي: الاحتياجات الأساسية الشهرية في مصر تقدر بـ 3 مليارات دولار
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، إن الدولة المصرية تحتاج ما يقارب من 3 مليارات دولار لتوفير السلع الأساسية بشكل شهري من قمح وذرة وزيت وفول صويا ووقود وكهرباء، لافتا إلى أنه يدرك حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية في مصر.
أضاف الرئيس السيسي - في كلمة ارتجالية خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة الـ 72، اليوم الأربعاء – أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط وإنما يتحمله كل أفراد الشعب، مشيرًا إلى أن كل الشعب المصري مسؤول عن أمن البلاد ومستقبلها واستقرارها وتقدمها.
وقال الرئيس: "أقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية الموجودة في مصر، كما أقدر أكثر صلابة المصريين وهذا ليس كلامًا معنويًا، وأنا على علم بأن الحياة صعبة والظروف صعبة والأسعار غالية".
وتابع الرئيس: "أقول هذا الكلام في وقت صعب للغاية، فالعالم في وضع صعب ومضطرب، علاوة على الأوضاع التي تحدث في قطاع غزة"، لافتًا إلى المشاهد القاسية في قطاع غزة، على خلفية استشهاد 25 ألفًا من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، علاوة على أكثر من 60 ألف مصاب وتدمير كامل لقطاع غزة.
ونوه الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أن مصر تواجه ظروفا على حدودها الغربية والشرقية والجنوبية، قائلًا: "يجب أن نعلم أن تلك الأمور لا تمر بدون أي تأثير علينا أو على اقتصادنا، فكل حدث له تداعياته".
أضاف الرئيس: "الفيلم المعروض قبل قليل عن أحداث 25 يناير 2011، تناول الصعوبات التي واجهتها الدولة أثناء الأحداث الصعبة التي مرت وعملية اقتحام السجون.. لا يجب أن تنسوا أن من ضمن الأشياء التي حدثت محاولة إثارة الرأي العام على الدولة، أو بشكل مبسط لمن يسمعني الآن أن تكون هناك مواجهة "نحن وأنتم"، ليكون الشعب في مكان والحكومة في مكان آخر، أو الشعب في صف ووزارة الداخلية في صف ثانٍ".
وأشار، إلى أن إثارة الرأي العام كان هدفها القيام بدور سلبي يحفز ويدفع ويسيء للأجهزة والدولة حتي يقوم الرأي العام بما قام به في عام 2011، لافتا إلى أن "ما حدث للشرطة ليس فقط عملية اقتحام السجون وهروب السجناء، ولكننا قضينا أكثر من 3 سنوات نرمم العلاقة بين الشعب والدولة ووزارة الداخلية، وهذا لم يكن أمرًا سهلًا ولكنه احتاج برامج ودعمًا وصبرًا".
ووجه الرئيس السيسي رسالة المصريين: "من الضروري أن يكون الشعب المصري دائمًا صفًا واحدًا وكتلة واحدة.. أي تحديات أو صعوبات تمر بنا يجب أن نكون معًا، حيث يمكن أن تحدث مشكلة كبيرة في بلدنا مثلما رأينا في 25 يناير، فلا يوجد "نحن وأنتم" ولكن كلنا واحد".
وقال الرئيس "تحدثت منذ قليل قبل دخولي للضيوف اليوم هل تعلمون معنى أن نخسر أكثر من 450 مليار دولار في أحداث 2011 و2012 و2013؟".
وحول التكاليف التي تكبدتها مصر لمواجهة الإرهاب، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنها تقدر بـ 120 مليار دولار، مؤكدًا أن موارد الدولة المحدودة لم تكن تتحمل ذلك.
أضاف، أن الدولة لم يكن لها خيار سوى مواجهة الإرهاب وتحمل الكلفة وإلا لساءت الأوضاع وعاشت البلاد حالة من عدم الاستقرار، مشددًا على أن الدولة واجهت الإرهاب بكل أشكاله بتضحيات رجال الشرطة والجيش وفئات أخرى من المجتمع؛ للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وسلامتها.
وأشار إلى أن كل هذه التكاليف أثرت بالتأكيد على الاقتصاد المصري، مضيفًا أن الحوار الوطني سيستمر، ومناقشة الأوضاع الاقتصادية من خلال الحوار الوطني ستتم بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات.
وحول آراء بعض المسؤولين الاقتصاديين بضرورة إجراء انكماش كبير في الاقتصاد المصري ووقف المشروعات الجاري تنفيذها، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن هذه الرؤى من منظور اقتصادي "جيدة"، مضيفًا: "كلنا في مركب واحدة وعند إيقاف كافة المشروعات التي يعمل بها 6 ملايين مواطن ونقوم بصرف مبلغ يقدر بـ 1000 جنيه مصري لكل عامل في الشهر بما يعادل تكلفة على الدولة من 5 إلى 6 مليارات في الشهر بما يقدر بـ60 مليار سنويًا، في حين أن هذا العامل قادر أن يجمع مبلغًا أكثر من هذا بكثير وقادر أن يعيش في ظل هذا الغلاء".
وأضاف الرئيس: "الدنيا غالية بس قادرين نعيش لو نستحمل أكتر هنعيش وهنكبر وهنتجاوز هذه المشكلة.. الحكومة طرحت رؤية خلال الأيام الماضية بشأن مشكلة الدولار… الدولار دائما ما يمثل مشكلة كل كام سنة في مصر وهذا يرجع لأن الدولة تقدم الخدمات الأساسية للمواطن مقابل الجنيه في حين أنها تقوم باستيراد هذه الخدمات بالدولار".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن محطات الكهرباء تحتاج إلى غاز بما يعادل مليار دولار تقريبًا شهريًا، وتلك الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري لا يمكن التقصير فيها وعدم توفيرها.
أضاف الرئيس: "أحاول شرح حجم التحدي الذي يعيشه المصريون من قبل عام 2011″، مؤكدًا أنه إذا لم تعمل الدولة المصرية بكل ما فيها على زيادة مواردها من الدولار لتصبح أكثر أو تعادل إنفاقنا من الدولار ستستمر هذه المشكلة".
وأوضح، أن الموارد بالعملة الأجنبية سواء من خلال تصدير المنتجات، أو قناة السويس، أو تحويلات المصريين في الخارج والسياحة، إذا لم تكن تساوي إنفاقنا من الدولار أو أكثر منه ستتواصل المشكلة.
وحول حديث المواطنين عن ضبط الأسعار في الأسواق المصرية، قال الرئيس السيسي: "المواطنون معهم كامل الحق، وأؤكد بنفسي على هذا الأمر للحكومة أيضا"، مطالبا التجار في الوقت نفسه بأن يكتفوا بالمكسب المناسب قائلا: "لما أكون مواطنا بكسب كويس ولدي تجارة بمليارات الجنيهات سواء للقمح أو السكر أو الذرة وغيرها.. فأنا لا أقول له ضحي أو أخسر علشان خاطر مصر ولكن المكسب المناسب كاف".
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن الدول لا تسير بالخواطر ولكن بالسياسات والقوانين والعمل، مؤكدًا أن الأزمة التي تمر بها حاليا لها حلول ولكن تعتمد علينا جميعا.
وتابع الرئيس السيسي قائلا: "كنا نستورد سيارات بـ4.5 مليارات دولار في العام، وهواتف محمولة بقيمة ملياري دولار، ونحن نتحدث في دولة أصبحت 106 ملايين نسمة ومطلوب أن يتوفر لها كل شيء".